القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب تعبير عن البائع الصغير سنة رابعة ابتدائي لغة عربية

  كتاب القراءة تعبير عن البائع السنة الرابعة ابتدائي

يوميا تراه في محطة الحافلات حاملا في يديه الطريتين مختلف الجرائد، والصحف، عيناه عميقتا السواد في سواد الزيتون الطازج، وشعره فاحم أملس تخاله الحرير الناعم،  
ينط كالغزال الشارد من مكان إلى مكان ساعيا في جهد جهيد وراء لقمة العيش في الزمن الأغبر الصعب، وبشفتين حانيتين مسكونتين بالأنين والوجع يردد بصوت عال مسموع: الخبر، النهار، الشروق.  

إنه لأمر مؤلم للغاية أن تستدير مثل هذا البائع الصغير الذي يقضي أعز وأغلى وقت له في الذهاب والمجيء ، فأنت تتحمل عبء المسؤولية ، ولا يزال غصنًا ناعمًا لم ينمو معًا بعد. 

عاش منذ نعومة أظفاره محروما، معذبا حيث تصدت له زوجة أبيه كالطود الشامخ، ووقفت حاجزا منيعا بينه وبين طموحاته المستقبلية، وصممت تصميما لا رجعة فيه على أن يلج عالم الشغل دون أن يؤنبها ضميرها الإنساني شر تأنيب.  

عاش منذ نعومة أظافره محرومًا ومنهكًا ، إذ وقفت زوجة أبيه أمامه جبلًا مرتفعًا ، وقفت حاجزًا لا يمكن اختراقه بينه وبين طموحاته المستقبلية ، وكان عازمًا بشكل قاطع على دخول عالم العمل دون توبيخ منها. الضمير البشري.  
قذفت في سماء وجهه كلاما متعجرفا يتلطخ بسحب الغيظ، والأنانية، والحقد: لا أوبة إلى حضن المدرسة بعد اليوم، كن متيقنا أنك ستكون مسؤولا على إعالتنا، أنا ووالدك. 
الوالد المسكين تعرض لحادث رهيب أفقده نعمة الإحساس بالحركة، وصار يوميا يلازم كرسيا متحركا ذي عجلات.
تكشر عن أسنانها الهشة المتآكلة سائلة إياه في تبرم:كم جنيت من الأرباح أيها الشقي الأحمق؟
تصعقه رعشات مباغتة من الخوف الجارف كأنها صعقات كهربائية مسمومة، قاتلة، ويتقزم إلى أن يصير فقاعات تتبخر في الهواء، صفرا معدما لا قيمة له، ولا معنى. 

كتاب تعبير عن البائع الصغير سنة رابعة ابتدائي لغة عربية  


يمنحها المبلغ كله وهو غير راض في قرارة نفسه، ولا عن تصرفاتها الجائرة التي تشعره على الدوام بالضعف، والجبن، والهزيمة.
خيبة آماله المحبطة توجعه كالأشواك المدببة في صميمه، وتدميه، يتوغل في مناجاة خفية تطفح بالدهشة،  
والإستغراب، يالها من امرأة شمطاء، قاسية، حقودة لا تملك بين جنباتها البور ولو ذرة من حنان، ولا شعاعا متوهجا من دفء.
استخفافها بي تعدى الحدود، وفاق تصورات الخيال، فهي تهدف وباستمرار إلى إذلالي، وإهانتي، وإيلامي، وتعذيبي.
والدي العزيز عاجز تمام العجز عن تقديم يد العون لي،  وإنقاذي من حمأة هذه المعاناة التي انغمست فيها حتى القاع.
انهالت عليه ضربا ذات يوم دون أن يخالجها شعور بالشفقة، تدخل الوالد ليفك عنه ذلك الحصار المر، صرخت بملء فيها: إخرس أيها المشلول، دعني أربيه ليصير رجلا.

استعطفها بتأثر شديد: أرجوك، أتركيه، إنه لا يزال صغيرا، طريا كالنسمة.
ــ أنت تدللُه، ودلالك هذا قد أفسده.


تعرض الأب المسكين لحادث مروع حرمه من نعمة إحساسه بالحركة ، وكان مقيداً بالسلاسل إلى كرسي متحرك يومياً.

سألته عن أسنانها الهشة والصدئة ، والدموع في عينيها: ما مقدار الربح الذي جنيته ، أيها الأحمق؟

هزة مفاجئة من الخوف الغامر تهزه كما لو كانت تصريفات كهربائية مسمومة ، مميتة ، وبدا وكأنه قزم حتى تحول إلى فقاعات تتبخر في الهواء ، صفر عديم الفائدة ، لا معنى له.

تعليقات

التنقل السريع